لفظ القرآن في اللغة مصدر مرادف للقراءة ويشير إليه قوله تعالى : إنّ علينا جمعه وقرآنه. فإذا قرأناه فاتبع قرآنه القيامة 17. وقيل : إنه مشتق من قرأ بمعنى تلا.
وقيل : إنه مشتق من قرأ بمعنى جمع ومنه قرى الماء في الحوض إذا جمعه .
تعريف القرآن في الشرع :
هو كلام الله غير مخلوق ، المنزل على النبي محمد باللغة العربية المعجزة المؤيدة له ، المتحدى به العرب المتعبد بتلاوته ، المنقول إلينا بالتواتر .
وهو المصدر و المرجع لأحكام الفقه الإسلامي، فإذا عرضت لنا مسألة رجعنا قبل كل شيء إلى كتاب الله لنبحث عن حكمها فيه، فإن وجدنا فيه الحكم أخذنا به، ولم نرجع إلى غيره.
ولكن القرآن لم يقصد بآياته كل جزئيات المسائل وتبيين أحكامها والنص عليها، وإنما نص القرآن الكريم على العقائد تفصيلاً، والعبادات والمعاملات إجمالاً ورسم الخطوط العامة لحياة المسلمين، وجعل تفصيل ذلك للسنة النبوية.
فمثلاً: أمَرَ القرآن بالصلاة، ولم يبين كيفياتها، ولا عدد ركعاتها. لذلك كان القرآن مرتبطاً بالسنة النبوية لتبيين تلك الخطوط العامة وتفصيل ما فيه من المسائل المجملة اشتمل القران على اصول الدين , وعلى جميع انواع الاحكام , منها ما جاء بشكل عام او مجمل , ومنها ما جاء بشكل تفصيلي , قال تعالى : ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء , وهدى ورحمه وبشرى للمسلمين – النحل 89 .وقد نظمت هذه الاحكام : علاقه الانسان بربه , وعلاقه الانسان بنفسه , وعلاقه الانسان بغيره .
الاحكام التي نظمت علاقه الانسان بربه وهي : أ- العقائد : فقد بينت ايات القران ما يجب على المسلم ان يؤمن به : كالايمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر والجنه والنار , والجن وغيرها مثل قوله تعالى : ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر فقد ضل ضلالا بعيدا – النساء 136 . ب- العبادات كالصلاه والصيام والحج والزكاه والجهاد , فقد جاءت بشكل عام ومجمل , ثم بينها الرسول صلى الله عليه وسلم فقال : خذوا عني مناسككم او كما قال : صلوا كما رأيتموني اصلي – رواه احمد والبخاري. 2 – الاحكام التي نظمت علاقه الانسان بنفسه وهي : المطعومات والملبوسات والاخلاق , قال تعالى يا ايها الناس كلوا مما في الارض حلالا طيبا – البقره 168 . واستثنى من ذلك اشياء مثل قوله تعالى : حرمت عليكم الميتته والدم ولحم الخنزبر ......, والاخلاق مثل قوله تعالى ويل يومئذ للمكذبين – المرسلات 19 . 3 – الاحكام التي نظمت علاقه الانسان بغيره : أ- نظام الحكم : نظم القران بادله عامه , العلافه بين الحاكم والمحكوم ووضع قواعد يجب مراعاتها ومن اهمها : الحكم بما انزل الله : وان احكم بينهم بما انزل الله , ولا تتبع اهوائهم – المائده 49 . ب – العدل في فظ الخلافات والنزاعات بين الناس مثل قوله تعالى : واذا حكمتم بين الناس ان تحكموا بالعدل –النساء 58 . وكذلك طاعه ولي الامر والشورى والتعاون على البر اشار اليها القران الكريم بعده ايات . النظام الاقتصادي : وهو ما له علاقه في تنظيم الملكيه واسبابها وكيفيه التصرف بها , وبين ان المال في الاصل لله وقد جعلنا مستخلفين فيه : قال تعالى : واتوهم من مال الله الذي اتاكم – النور 33 وقوله : وانفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه - الحديد 7 النظام الاجتماعي ومنه نظام الاسره : وهو النظام الذي يعالج علاقه المرأه بالرجل وما ينشأ عنها كالزواج والطلاق والعده والنفقه والايات كثيره في ذلك.نظام العقوبات : كحد القتل والزنا وحد السرقه وحد الحرابه وبين ان القصاص حياه لاولي الالباب .علاقه المسلمين بغيرهم : فاوصى المسلمين ان يوفوا بعهدهم مع غيرهم من الدول والشعوب , واوصى القران معامله العدو بالمثل : فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم – البقره 194 .